الأربعاء، 24 فبراير 2016

أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟





أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟ 



ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! .... 



* * * 



ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً 



وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ... 



* * * 



أين أنت ؟ 



ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ، 



واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟ 



* * * 



ذات يوم ، 



جعلتك عطائي المقطر الحميم ... 



كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ، 



دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة .. 



* * * 



ذات يوم ، 



كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً 



كلوحة من الضوء الحي ... 



يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ، 



دونما مناقصات رسمية ، 



أو مزادات علنية ، 



وخارج الإطارات كلها ... 



* * * 



لماذا أيها الأحمق الغالي 



كسرت اللوحة ، 



واستحضرت خبراء الإطارات ؟ 



* * * 



أنصتُ إلى اللحن نفسه 



وأتذكرك ... 



يوم كان رأسي 



طافياً فوق صدرك 



وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة 



وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك 



لا نعي معنى عبارة "ذكرى" .. 



كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ، 



موته المحتوم ذات يوم ... 



* * * 



حاولت ان تجعل مني 



أميرة في قصرك الثلجي 



لكنني فضلت أن أبقى 



صعلوكة في براري حريتي ... 



* * * 



آه أتذكرك ، 



أتذكرك بحنين متقشف ... 



لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح 



منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ... 



لحظة ودعتك 



وواعدتك كاذبة على اللقاء 



وكنت أعرف انني أهجرك . 



* * * 



لقد تدفق الزمن كالنهر 



وضيعتُ طريق العودة إليك 



ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ، 



وما زلت أرفضك بصدق ... 



* * * 



لأعترف ! 



أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ... 



وأحسست بالغربة معك ، 



أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ... 



معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ، 



معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن 



النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ... 



آه اين أنت ؟ 



وما جدوى أن أعرف ، 



إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى 



من الكرة الأرضية ؟ ... 



* * * 



وهل أنت سعيد ؟ 



أنا لا . 



سعيدة بانتقامي منك فقط . 



* * * 



وهل أنت عاشق ؟ 



أنا لا . 



منذ هجرتك ، 



عرفت لحظات من التحدي الحار 



على تخوم الشهوة ... 



* * * 



وهل أنت غريب ؟ 



أنا نعم . 



أكرر : غريبة كنت معك ، 



وغريبة بدونك ، 



وغريبة بك إلى الأبد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق