الأربعاء، 24 فبراير 2016

رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار



رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار 

وقال لي : قفي داخلها ... 

فانطلقت هاربة 

إلى شوارع البحر. 

* * * 

غاضباً لحق بي 

غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني 

وقال ان القضية جادة 

وان "البث مباشر" 

ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو) 

لأقف وسط دائرة الطباشير 

وتحت دائرة الضوء 

* * * 

مسكينة ومبتلة 

كمتسول شتائي 

حاولت أن أقول له 

انني انا أيضاً جادة ! .. 

ولكنني (أبداً أبداً) 

لن أتركه يسجنني 

داخل دائرة مرسومة بالطباشير 

على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما .. 

لن أتركه يسجنني ، 

لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ، 

ولا باسم أحد . 

* * * 

آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة 

ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ... 

* * * 

ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب 

ان الحرف الأول من اسمك 

هو جزء من دائرة 

فلا تتابع رسمها حولي ! 

* * * 

الساعة مستديرة 

لكن رمل الزمن 

صحارى من الأسرار 

تسخر من الاشكال الهندسية . 

وأنا أكره الدائرة ، 

واكره المربع والمثلث 

وسأخرج في مظارهة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع 

وكل ما هو مغلق كالسجن ! ... 

وحدها النقطة المتحركة أحبها 

اما الخطان المتوازيات 

فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء 

ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ... 

* * * 

إلى شاطئ البحر أهرب منك 

وأقف وحيدة 

وبطبشورة الحرية 

ارسم دائرة غير مغلقة ، 

مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق 

وأقفز داخلها ، 

وأركض منها إلى البحر .. 

البحر .. البحر ... البحر ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق